¤ إلى متى هذا الاستهتار؟
لا يعرف أكثر المسلمين من الدين إلا العبادات، وإني أشتهي على المسلمين أن أرى فيهم تقياً نقياً يخاف الله، ويراقبه في عباده المؤمنين، وأضرب مثلاً بالدوائر الرسمية، فكلما دخلت على موظف أجلك إلى أجل غير مسمى!
ولماذا يفعله؟
لأنه يشرب الشاي أو يتحدث بالهاتف، أو ليس له مزاج.
ثم يذهب للصلاة قبل الأذان بربع ساعة ولا يعود إلى بعدها بربع ساعة، ثم يؤخرك ليصلي!؟ ثم يقول لك، الدوام إنتهى تعال غدا... هذا ما يحدث فكتبت على الفيس مايلي:
ـ خاص للعاملين بالدوائر الرسمية:
أخي الموظف لما تقول لي: تعال غدا، هل فكرت بمصالحي التي تعطلت وبالمشقات التي تكبدتها لأحضر اليوم؟! وإذا كانت مصالحي ومشقتي لا تعني لك شيئا ألا ترحم نفسك من تراكم المراجعين والأعمال في مكتبك؟!!
ـ عصر السرعة لم يرق لي! إذ كلما بدأت التعود على شيء من التكنولوجيا صار قديماً وظهر شيء أحدث منه وأكثر تعقيداً.
ـ إنشروا الإسلام:
الإسلام أخرج الرهبان من صوامعهم ليحاربوه بالتنصير والتبشير، إذ إعتبروا أن عزلتهم هي التي تسببت بإنتشار الإسلام وتمكنه.
لقد أدركوا -وهم على الباطل- أن العبادة وحدها لا تكفي ولا بد من بذل النفس والوقت والمال، فمتى سندرك نحن المسلمين أن الإسلام عمل وجهاد بالكلمة والسلاح؟ وأن القرآن نزل للتدبر ولم ينزل لنقرأه على الأعداء بنية زوالهم؟ وأن الدعاء يكون مع إتخاذ الأسباب؟!
ـ التسامح والعفو...
كلمات ومعاني جميلة ولكنها أصبحت تستعمل لنصرة الباطل وإنقاذ الظالمين من العقاب فأصبحت تثير حفيظتي!
وإني أقترح ردا على التسامح مع السفاحين ثم محاسبة الصالحين بوقاحة ودقة، أقترح حذف مادة سامح ويسامح وعفا يعفو وأمثالها من كل القواميس العربية ولا نعيدها حتى نعاقب كل المجرمين.
ـ في الفتوى:
أعجب من قوم يأتون بآية أو بحديث صحيح أو بقول تفرد به شيخ واحد... فيظنوا أنهم أقاموا عليك الحجة"!!؟؟ ولو كانت الفتوى بهذه السهولة وهذا الوضوح ما إحتجنا إلى الفقهاء، ولقرأ كل فرد فينا القرآن وصحيح البخاري وعرف أحكام دينه بنفسه!!؟
أيها الناس الفتوى إستنباط من مجموعة من النصوص الصحيحة وتحتاج لعلم بالعربية وبعلوم القرآن وأصول الفقه... وإستقطاع آيتين لا يفيد فقد يوجد ما يعارضهما أو ينسخهما... ولذا وجدت المجامع الفقهية وتعددت الفتاوى بين التحليل والتحريم، وإختلفت الهمم بين متساهل وحريص.
الكاتب: عابدة العظم.
المصدر: موقع منبر الداعيات.